كيف تدعم الخدمات المُدارة ضرورة التجديد والابتكار في الشرق الأوسط

بناء القدرة على الصمود وتسريع وتيرة الأثر

ksa
  • Blog
  • 3 minute read
  • March 24, 2024

تتقدّم مسيرة التغيّرات التحوّلية التي تخوضها منطقة الشرق الأوسط على قدم وساق، حيث إن الوصول إلى التقنيات والمواهب المناسبة قد يساعد المؤسسات في تسريع وتيرة التقدّم الذي تحرزه

 

بقلم عبدالله تامر، قائد قسم الخدمات المُدارة، شركة بي دبليو سي الشرق الأوسط

تفي المؤسسات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بالوعود التي قطعتها لتحوّل المنطقة عبر تنويع اقتصاداتها وتعزيز النمو الاقتصادي في آن. ونتيجةً للأجندات الوطنية الرئيسية، على غرار رؤية السعودية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر، ورؤية "نحن الإمارات 2031"، لا يشارك الشرق الأوسط في سرد رواية التقدّم العالمي، بل إنه يقود هذا المسار. ففي هذا السياق، تُعيد منظومات بأكملها، ومن بينها الرياضة، والثقافة، والطاقة المتجددة وكذلك مشاريع التطوير الإقليمية مثل نيوم والعلا، تحديد المشهد الاقتصادي في المنطقة.

تقوم المؤسسات بتنفيذ برامج على نطاق واسع جداً وبسرعة غير مسبوقة، لكنها تواجه في الوقت نفسه أولوية ملحة أخرى، ألا وهي الحاجة إلى إعادة ابتكار أعمالها وتجديدها. فقد أظهر استطلاعنا السابع والعشرون لانطباعات الرؤساء التنفيذيين أن قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط يدركون حاجة مؤسساتهم إلى التطوّر عبر تنويع عروضها وتبني التقنيات الناشئة. وأشار حوالى نصف الرؤساء التنفيذيين إلى أن شركاتهم لن تكون مجدية اقتصادياً في غضون 10 أعوام (أي بالتزامن مع استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في في العام 2034) ما لم تعيد ابتكار أعمالها وتجديدها.

في هذا السياق، يستطيع مقدّمو الخدمات المُدارة الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المؤسسات على إنجاز مبادراتها التحوّلية من دون إهمال احتياجات عملياتها الأساسية. لقد أظهر عملنا وتعاوننا مع المؤسسات في المنطقة أن عقد شراكات مع مقدّمي الخدمات المُدارة قد يكون مهماً بشكل خاص للوصول إلى التقنيات والمواهب.


الحاجة المتزايدة إلى شريك استراتيجي

تم تقدير قيمة السوق العالمي للخدمات المُدارة عند حوالى 279 مليار دولار أمريكي في العام 2022، ومن المتوقع أن يتخطى 500 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2028. وبحسب استطلاع أجرته مؤخراً شركة بي دبليو سي وشمل 2,000 من قادة الأعمال حول العالم، فإن 67% من الشركات الأفضل أداءً تستخدم الخدمات المُدارة لاكتساب منفعة استراتيجية أو سدّ الفجوات على صعيد القدرات.

سبق للشراكات والتحالفات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط أن بدأت بالاضطلاع بدور أساسي في هذا المجال، حيث إنها تقدّم معطيات معمّقة حول القطاع فضلاً عن خبرات تقنية واسعة. وأشارت البيانات المستقاة من استطلاعنا الأخير لانطباعات الرؤساء التنفيذيين إلى أن أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية قد أبرموا شراكات استراتيجية خلال السنوات الخمس الماضية لضمان صمود شركاتهم ومرونتها.

إن عقد اتفاقيات شراكة أكثر استراتيجية مع مقدّمي الخدمات المُدارة يمكّن المؤسسات من الوصول إلى المواهب والتقنيات، ليس من أجل خفض التكاليف فحسب بل لكي تتمكّن من تسريع وتيرة أعمالها وتصبح أكثر ابتكاراً. وفي بيئة تشهد تغيّرات متسارعة كما هي الحال في منطقة الشرق الأوسط، بإمكان الشركات تسريع وتيرة تحوّلها وضمان مواكبة قدراتها للتطوّرات. ومن خلال اللجوء إلى مقدّمي الخدمات المُدارة للمساعدة في الوصول إلى الخبرات التقنية ومجموعات المواهب العالمية، تستطيع المؤسسات التركيز على تمييز أنشطتها بشكل تنافسي. 

وعلى عكس التحديات والصعوبات التي كانت سائدة في الماضي، فإن قيام المؤسسات اليوم ببناء القدرات التي تحتاج إليها لم يَعُد مهمة شاقة أو عسيرة. ومن خلال التعاون مع الشريك المناسب، بإمكان المؤسسات الحصول على الدعم اللازم في نقل المعرفة، ومشاركة الخبرات في القطاع، وصقل مهارات المواهب. وعلى سبيل المثال، يُعتبر بناء القدرات المتعلقة بالتحليلات الخاصة بالقطاع والذكاء الاصطناعي التوليدي من الأولويات الراهنة.

إلى ذلك، تشير نتائج استطلاعنا لانطباعات الرؤساء التنفيذيين إلى أن حوالى ثلاثة أرباع الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغيّر إلى حد كبير الطرق التي تتبعها شركاتها لتوليد القيمة، وتقديمها، وتحقيقها على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. علاوةً على ذلك، أفاد حوالى نصف المستَطلعين أن مؤسساتهم عمدت إلى تغيير استراتيجياتها التقنية العام الماضي بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ترغب المؤسسات في الاستفادة من منافع هذه التقنية الجديدة، لكنها قد تفتقر إلى القدرات الداخلية اللازمة أو إلى إمكانية الوصول إلى الاستثمارات التي تسمح لها بتطبيقها وتحقيق القيمة الكاملة التي تقدّمها. ومن خلال العمل مع أحد مقدّمي الخدمات المُدارة، تستطيع المؤسسات الوصول إلى الخبرات القائمة من دون تكبّد التكلفة الكاملة (ومواجهة المخاطر) المتعلقة ببناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وسيطبق مقدّم الخدمات المُدارة المناسب هذه التقنية على صعيد إجراءاته لتلبية احتياجات شركائه بسرعة وبكفاءة أكبر من حيث التكلفة.


المؤسسات المحصّنة للمستقبل

تحتاج المؤسسات إلى شركاء يستطيعون تقديم المجموعة المناسبة من المواهب والتقنيات للتقدّم بخطى سريعة، وبناء القدرة على الصمود والمرونة اللازمتين لتحقيق النتائج المنشودة على نطاق واسع. وفي هذا السياق، من الممكن أن يضطلع مقدّمو الخدمات المُدارة بدور أساسي في مساعدة المؤسسات في تحقيق خططها الطموحة والذهاب إلى ما هو أبعد مما كان متوقّعاً من الجهات الفاعلة التقليدية في مجال تعهيد إجراءات العمل قبل عقد أو عقدين من الزمن.

لا يكمن التحوّل في تعزيز الكفاءة التشغيلية فحسب، بل إنه يشكّل خطوة أساسية للتقدّم نحو مستقبل حيث تضطلع فيه المرونة والقدرة على التكيّف بأدوار رئيسية.

Contact us

Abdullah Tamer

Partner and Leader, Managed Services, PwC Middle East

Email

Author

Bassam Hajhamad

Qatar Country Senior Partner and Consulting Lead, PwC Qatar

+974 3369 9871

Email

Contact us

Jade Hopkins

Middle East Marketing & Communications Leader, PwC Middle East

PR Team

Get in touch with the PR team, PwC Middle East

We unite expertise and tech so you can outthink, outpace and outperform
See how
Follow us