حان الوقت ليتولى الشرق الأوسط القيادة
يشهد العالم تدفّق تريليونات الدولارات في ظل تحوّلات يقودها الذكاء الاصطناعي، والمناخ، والتجارة - ما يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل اقتصادي طموح وجريء.
الشرق الأوسط يدخل عقداً حاسماً. فعلى مستوى العالم، تتحرك تريليونات الدولارات من القيمة مع إعادة تشكيل الأنظمة العالمية بفعل حالة عدم اليقين الجيوسياسي، واضطرابات التجارة، واستقطاب القوى في مجال الذكاء الاصطناعي، والتأثير المتسارع لتغير المناخ.
ونتيجة للتحوّلات والقوى الهائلة، باتت القطاعات التقليدية تتقارب أكثر فأكثر لتغيّر أساليب التنقل التي نعتمدها، وطرق البناء، وموارد الطاقة التي نستخدمها، إضافةً إلى أساليب التواصل والرعاية بأنفسنا. وفي ظل هذه الاضطرابات، لدى منطقة الشرق الأوسط ميزة أساسية: إمكانية الوصول إلى الطاقة المتجددة الأقل تكلفة، وبنية تحتية تنافسية للذكاء الاصطناعي، ومبادرات حكومية جريئة تدعم القطاعات المستقبلية.ولقيادة هذه الحقبة الجديدة وتحقيق أقصى قيمة ممكنة، ينبغي على المنطقة أن تتحرّك بخطى واثقة لتحويل أصولها الاستراتيجية إلى أساسٍ لنموٍ مستدام وطويل الأمد.
4.57
تريليون دولار أمريكي هو المجموع المتوقّع للناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول العام 2035 في ضوء تقارب القطاعات التقليدية والانتقال إلى "مجالات نمو جديدة"، وهي قيمة مضافة تبلغ تريليون دولار أمريكي .
232
مليار دولار أمريكي - أي ما يوازي الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر - هي القيمة الإضافية التي يمكن أن تحققها المنطقة بحلول العام 2035 إذا نجحت في الاستفادة من مكاسب الإنتاجية الناتجة من حلول الذكاء الاصطناعي وتمكّنت من إدارة الأثر الاقتصادي للتغيّر المناخي بكفاءة.
8.3%
هي النسبة التي يمكن لحلول الذكاء الاصطناعي إضافتها إلى الناتج المحلي الإجمالي في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل في حال تمّ تبنيها بشكل واسع ومسؤول، مع التركيز على تحقيق مكاسب إنتاجية ملموسة.
13.9%
هي النسبة التقديرية للخسائر التي قد يتكبّدها اقتصاد الشرق الأوسط نتيجة المخاطر المناخية بحلول عام 2035.
يدخل عالمنا اليوم في حقبة جديدة من التغييرات الجذرية الناجمة عن الاضطرابات الجغرافية الاقتصادية، والتحديات الملحّة على صعيد تغيّر المناخ، والأثر المتزايد للذكاء الاصطناعي. التحالفات التقليدية تتغير وعدم الاستقرار التجاري في تزايد مستمر في ضوء السياسات العالمية التي تعيد رسم معالم اقتصادات الدول. كما باتت القطاعات التي كانت تُعتبر متباعدة في يوم من الأيام، تتقارب من خلال الرقمنة، وإزالة الكربون، وإعادة تنظيم سلاسل الإمداد، وذلك بهدف استحداث "مجالات نمو" جديدة تماماً.
وفي ظلّ هذه المستجدات، فإن الدول التي أبرمت شراكات متنوعة، وتتمتع باستقلالية في مجال الطاقة، وتملك بنية تحتية متطوّرة في مجال الذكاء الاصطناعي، لديها مكانة مميّزة تخوّلها مواجهة حالات عدم اليقين. وفي هذا الإطار، تحظى منطقة الشرق الأوسط بميزة استراتيجية. فبفضل استثماراتها الكبيرة في المناخ، والطاقة المتجددة المنخفضة التكلفة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدّمة، تقود الموجة التالية من التقدّم المستدام القائم على التقنية. وتؤكد الإعلانات الأخيرة بمليارات الدولارات الصادرة عن كبرى شركات الذكاء الاصطناعي الطموحات المتسارعة للمنطقة في هذا المجال. فالعلاقة ما بين الذكاء الاصطناعي وتأثير تغيّر المناخ متداخلة ومترابطة، وستضطلع بدور أساسي في تحديد كيفية استحداث الشركات للقيمة واغتنامها في المستقبل.
وفي هذا الصدد، يسلّط تقريرنا الضوء على فرصة توظيف المكاسب الإنتاجية القائمة على الذكاء الاصطناعي، لتحقيق قفزات نوعية في القطاعات ذات الأولوية، مع التخفيف في الوقت عينه من وطأة المخاطر الاقتصادية الناجمة عن تغيّر المناخ. تستطيع المنطقة عبر اتباع هذا المسار، أن ترسّخ مكانتها كرائدة في مجال حلول تحديات المناخ وأن تصبح مركزاً للصناعة الخضراء المراعية للبيئة.
كما يستعرض تقريرنا كيف يمكن للديناميكيات الاقتصادية الأوسع نطاقاً أن تتطوّر في ظل ثلاثة سيناريوهات مستقبلية مختلفة تماماً، وأين ستتركّز القيمة خلال العقد المقبل.
ومن جهتنا، سنواصل التعاون مع قادة الأعمال والحكومات والمجتمع ككل، لنخوض هذه الحقبة المحورية معاً، ونغتنم فرص المرونة المستدامة والنمو.
هاني أشقر،
الشريك المسؤول في بي دبليو سي الشرق الأوسط
ليست الطاقة محرّك التقدّم فحسب... بل تشكّل ركيزة أساسية للسلام والاستقرار وأساساً لتحقيق الازدهار. فسباق التفوّق في الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الأكواد والبرمجيات، بل يتطلب توافر القدرة الكهربائية اللازمة... وتلبية هذا الطلب لا تُعد تحديًا تقنيًا فقط، بل فرصة "نادرة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل".
كلمة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة في دولة الإمارات العربية المتحدية خلال افتتاح منتدى الطاقة العالمي 2025 الذي ينظمه مركز الطاقة العالمي التابع للمجس الأطلسي
232 مليار دولار أمريكي يفصل ما بين السيناريو الأفضل والأسوأ لمنطقة الشرق الأوسط؛ عقد حاسم سيحدد مستقبل المنطقة.
في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً في مستويات عدم اليقين على المستوى الجيوسياسي وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، تصبح القدرة على الصمود الاقتصادي وتحقيق الاستقرار مرهونة بالشراكات الاستراتيجية، والاستثمار في التكنولوجيا، وتأمين مصادر طاقة نظيفة وبأسعار مناسبة.
وفي هذا السياق، ترسم منطقة الشرق الأوسط مساراً واثقاً للمضي قدماً: مسار تميّزه الرؤى الطموحة للمستقبل، وتشجيع الابتكار، وتعزيز المرونة. فالمنطقة لا تعمل على تقوية أسسها الاقتصادية فحسب، بل باتت وجهة عالمية رائدة في معالجة تحديات المناخ، والتحوّل التقني، والابتكار على صعيد الذكاء الاصطناعي أيضاً. وفي حال استمرار المنطقة باعتماد حلول الذكاء الاصطناعي وقيادة جهود تحوّل الطاقة، يمكن للناتج المحلي الإجمالي أن يبلغ 4.68 تريليون دولار أمريكي في العقد المقبل.
ويتوقّف هذا المسار المستقبلي الواعد للمنطقة على تعامل اقتصادات دولها مع أوجه التفاعل ما بين الذكاء الاصطناعي، وتغيّر المناخ، وغيرها من التقنيات الناشئة لا سيّما في ضوء الاضطرابات الجغرافية السياسية الراهنة والتوجّهات الضخمة على سبيل التحوّلات الديمغرافية والاضطراب الاجتماعي.
وبهدف فهم كيفية تأثير هذه العوامل في المنطقة وفي الناتج المحلي الإجمالي فيها على مدى العقد المقبل، وضعت مجموعة متنوعة من خبراء المجال في بي دبليو سي ثلاثة سيناريوهات اقتصادية محتملة للمنطقة - سيناريو قائم على الثقة، وآخر حافل بالتوترات، وثالث تعمّه الاضطرابات يقوم كل من هذه السيناريوهات على مجموعة مختلفة من الافتراضات المتعلقة بالتغيّرات الجغرافية السياسية، واعتماد الذكاء الاصطناعي والثقة فيه، وحالات عدم اليقين المرتبطة بالمناخ. هذه السيناريوهات مصممة لمساعدة قادة الأعمال على توقّع بأي اتجاه ستدفع هذه العوامل مسار الابتكار، هل ستؤدي إلى مستوى أكبر من الازدهار أم ستعمّق التحديات الحالية؟
تظهر نماذج بي دبليو سي للمشاريع في منطقة الشرق الأوسط منذ الآن وحتى العام 2035 ووفقاً لسيناريو "مزاولة العمل كالمعتاد"1، فمن المتوقّع لاقتصاد المنطقة أن ينمو بنسبة 41.8%. ولكن عند أخذ المخاطر المناخية المادية مثل الحرّ الشديد وندرة المياه والجفاف والفيضانات في الحسبان، تتغيّر الافتراضات المتعلقة بخط الأساس ما ينعكس بالتالي على النمو الاقتصادي ويخفض النمو المتوقّع للناتج المحلي الإجمالي بـ13.9 نقطة مئوية.
من هذا المنطلق، من المتوقّع للناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط عند احتساب عنصر المناخ، أن ينمو بنسبة 27.9% ليبلغ 4.57 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2035. ويشكّل ذلك خط الأساس الذي ننطلق منه لتقييم السيناريوهات الثلاثة المختلفة لمستقبل المنطقة.
"إن العامل الأساسي والحاسم هو إرساء التوازن المناسب ما بين تكلفة حلول الذكاء الاصطناعي وقابليتها للتوسع، وتوافر الطاقة النظيفة اللازمة لتشغيلها بأسعار معقولة، لا سيما في ضوء الوتيرة السريعة وغير المسبوقة لاعتماد حلول الذكاء الاصطناعي في المنطقة."
الدكتور يحيى عنوتي، شريك، قائد قسم الاستدامة في استراتيجي& الشرق الأوسط
من المتوقّع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط في العام 2035 إلى 4.57 تريليون دولار أمريكي في ظل تقارب القطاعات التقليدية واندماجها لتشكّل "مجالات" نمو جديدة.
تؤدي القوى التحوّلية نفسها التي تقف خلف السيناريوهات المذكورة أعلاه إلى تلاشي الحدود بين القطاعات التقليدية، وإزالة الحواجز الفاصلة ما بين الإجراءات والتطبيقات، والمناطق الجغرافية والمنصات، وحتى بين الإنسان والآلة.
خلال العقد المقبل، ستتم إعادة هيكلة هذه القطاعات التقليدية لتلبية احتياجات الناس الأساسية – مثل أساليب التنقل التي نعتمدها، وأنماطنا الغذائية، وطرق البناء وموارد الطاقة التي نستخدمها، إضافةً إلى أساليب الرعاية الذاتية، وذلك ضمن مختلف المجالات الاقتصادية.4
كما تعيد هذه المجالات تحديد طرق التواصل والحوسبة، والتمويل والتأمين، وكذلك ضبط وخدمة مجتمعاتنا لتمكين رحلة التحوّل التي تخوضها المنطقة. وستقوم المؤسسات بتنويع مجالات عملها للمشاركة في الأساليب الجديدة التي يمكن اعتمادها لتلبية احتياجات الأفراد، من خلال إعادة ابتكار نهجها لاستهداف قواعد عملاء جديدة، وإقامة تحالفات بين القطاعات، وتطوير نماذج خدماتها ونماذجها التشغيلية.
تشير تقديرات الخبراء الاقتصاديين في بي دبليو سي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط سيكون أكبر بواقع تريليون دولار أمريكي في العام 2035 مقارنةً بالناتج المحلي الحالي - ما يمنح ميزة كبيرة للمؤسسات المستعدة للتحرّك بسرعة وبشكل حاسم للاستفادة من المرحلة المقبلة من تحقيق القيمة.
إن الحاجة إلى إعادة الابتكار أصبحت أمراً ملحاً جداً النسبة إلى المؤسسات في المنطقة، حسبما أظهر الاستطلاع الثامن والعشرون لانطباعات الرؤساء التنفيذيين: نتائج منطقة الشرق الأوسط من بي دبليو سي، إذ يعتقد 60% من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة أن شركاتهم لن تتمكن من الصمود خلال السنوات العشر المقبلة أو أقل ما لم تقم بتكييف أعمالها. ولا تتجاوز هذه المخاوف المتزايدة المستويات التي سُجلت العام الماضي فحسب بل تتخطّى أيضاً المتوسّط العالمي الحالي الذي يبلغ 41%.
وليس من المستغرب أن أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين أشاروا بأنهم ابتكروا منتجات وخدمات جديدة خلال السنوات الخمس الماضية، في حين بدأ 40% منهم التوسع والمنافسة في صناعات أو قطاعات جديدة بهدف زيادة حصة السوق.
قدّمت جهات فاعلة كثيرة رائدة إقليمياً مثالاً على هذا الزخم عبر الانتقال إلى خارج حدود عملها التقليدية. ففي الإمارات العربية المتحدة، بات تطبيق كريم (Careem) "تطبيقاً شاملاً"، حيث اتسع نطاق الخدمات التي يقدّمها من حجز الرحلات وصولاً إلى خدمات توصيل الطعام، والمدفوعات الرقمية، والتحويلات المالية، وغيرها من الخدمات الأخرى. وعمدت مجموعة جي 42 للرعاية الصحية في أبوظبي إلى الاندماج مع مجموعة مبادلة للرعاية الصحية لإنشاء شركة M42، حيث تلتقي علوم الجينوم القائمة على الذكاء الاصطناعي بخدمات رعاية المرضى ذات المعايير العالمية. أما في المملكة العربية السعودية، فتساهم اتفاقية الشراكة ما بين أرامكو وشركة بي واي دي لصناعة المركبات الكهربائية في تسريع وتيرة تحوّل المنطقة واستخدامها لوسائل النقل النظيفة.
وتُظهر هذه التحرّكات كيف أن الجهات الرائدة في قطاعات النقل، والرعاية الصحية، والطاقة تعمل معاً لتشكيل سلاسل قيمة جديدة بالكامل.
يربط الرسم البياني القطاعات الاقتصادية التقليدية اليوم (عند الجانب الأيسر من الرسم) بالمجالات التي تركّز على احتياجات الإنسان الأساسية (عند الجانب الأيمن من الرسم) وصولاً إلى العام 2035. ويُظهر الرسم القيمة التي سيتم تحقيقها وسط التغييرات الضخمة التي تخضع لها القطاعات. وتقوم المجالات عند الجانب الأيمن من الرسم بالجمع ما بين عدد كبير من القطاعات الاقتصادية، ونتيجةً لذلك سيكون نطاقها أوسع من القطاعات التقليدية وتُعرف بالتالي بمجالات النمو.
تشهد المؤسسات حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط تغيرات بوتيرة سريعة، حيث تبددت الحدود بين القطاعات وأُعيد ابتكار نماذج الأعمال لإتاحة فرص النمو الجديدة. وفي هذا السياق، تقوم المؤسسات بإعادة تحديد الطرق التي يمكن استخدامها لتلبية احتياجات الفرد الأساسية.
مجالات النمو الجديدة التي تشهدها المنطقة.
أعلنت شركة إقليمية للمواد الغذائية ومقرها أبوظبي مؤخراً عن خطط لبناء مجمّع ضخم لإنتاج التكنولوجيا الحيوية سيستخدم تقنية التخمير الدقيق لإنتاج البروتينات البديلة والعناصر الغذائية الوظيفية، ما يعزز مكانة الإمارات كجهة رائدة إقليمياً في مجال الابتكار الغذائي.
قامت شركة اتصالات تقليدية إقليمية بتوسيع بنيتها التحتية القائمة على الذكاء الاصطناعي وخدمات السحابة لتلبية الطلب المتزايد على قدرات الحوسبة والمعالجة السريعة في مختلف أنحاء المنطقة.
وسط الاضطرابات الناجمة عن التحوّل التقني والضغوط المناخية، تتمتع المنطقة بميزتين استراتيجيتين قويتين: ريادتها في العمل المناخي من خلال رؤى وطنية جريئة تساهم في تحقيق أهداف استدامة طموحة، ومكانتها كقوة عالمية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تقود الحكومات ذات النهج التطلّعي جهود بناء مستقبل أكثر مرونة يقوم على التقنية.
ويمنح هذا الأساس المنطقة ميزة فريدة، حيث يمكّنها من مواكبة القوى النافذة التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي بسهولة، مما يهيئ الظروف لسيناريو قائم على الثقة في المستقبل - سيناريو تتسارع فيه وتيرة تبنّي الذكاء الاصطناعي، ويتوسع نطاق العمل المناخي، ويزداد نفوذ المنطقة على الصعيد العالمي.
يُعتبر مستوى الثقة في تضمين الذكاء الاصطناعي في الإجراءات الرئيسية مرتفعاً بشكل ملحوظ، حيث أعرب نصف الرؤساء التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي عن ثقتهم إلى حد "كبير" أو "كبير جداً"
سيختبر العقد القادم قدرة المنطقة على الابتكار وإمكاناتها، ما سيؤدي إلى إعادة تشكيل نموذج اقتصادي كان يعتمد منذ فترة طويلة على الموارد الهيدروكربونية. وفي وقت تنتقل فيه منطقة الشرق الأوسط إلى اقتصاد أكثر مراعاة للبيئة، على قادة الحكومات والشركات والمؤسسات الأكاديمية إعادة ابتكار نماذج الأعمال والتشغيل والطاقة الأساسية لتحافظ على قدرتها التنافسية.
وتركز أبحاثنا على رؤية تمتد لعشر سنوات – مع الإقرار بأن التحوّلات الجغرافية السياسية الجذرية الحالية تسبب في الغالب حالة من عدم الاستقرار، لكنها قد تساهم في النهاية في تغيير التوجّه السائد، ما يؤدي إلى توطيد التعاون على الصعيد العالمي. كما تُظهر الأبحاث أنه مع مرور الوقت، يبرز احتمال أن تساهم هذه الاضطرابات في تعزيز الزخم نحو تحقيق تحوّل اقتصادي يرتكز بشكل أكبر على الثقة.
ولتحقيق الازدهار خلال هذا العقد الحاسم المقبل، سيحوّل الرواد الاستراتيجيون حالة عدم اليقين إلى فرص - ما يمهد الطريق أمام تحقيق نمو مستدام وإحداث أثر طويل الأمد.
لم تكن رهانات المنطقة أعلى مما هي عليه اليوم ولا أكثر إثارة. فالتطوّر المتزامن في الابتكار بمجال الذكاء الاصطناعي واعتماد الطاقة النظيفة يمثّل تقاطعًا محوريًا في الوقت المناسب، يعزز مسيرة النمو المستدام ويقوّي مرونة اقتصادات المنطقة.
مع تكاليف غير مسبوقة للطاقة المتجددة، ورؤى وطنية طموحة، واستثمارات استراتيجية في البنية التحتية الرقمية، ونمو متسارع للشركات المستقبلية، لا يكتفي الشرق الأوسط بالتكيّف مع التغيّرات بل يستعد لقيادة المرحلة المقبلة في هذا العقد الحاسم
لكن المضي قُدماً سيتطلب تنسيقاً فعّالاً بين الشركات والحكومات والمجتمعات لإعادة تشكيل القطاعات، وتسريع وتيرة التوطين، وتوسيع نطاق الابتكار، وتعزيز قدرة ركائز الاقتصاد على الصمود. القيمة المتغيرة في حركة مستمرة وحان وقت التحرك.
1 يفترض ذلك نمواً معتدلاً على صعيد الاقتصاد والسكان والتقنيات، من دون صدمات خارجية أو تدخلات سياسية كبيرة. ↩︎︎
2 مكاسب الإنتاجية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي: تشير مكاسب الإنتاجية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي إلى التحسينات على صعيد الكفاءة والمخرجات والأداء التي تتحقق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في مختلف المهام والإجراءات وتدفقات العمل. تعتمد هذه المكاسب على إعادة هيكلة الوظائف والمهام في المؤسسات، وهي مسألة لن تتحقق إلا في حال النشر المناسب والمسؤول لحلول الذكاء الاصطناعي، ما يعزز بالتالي الثقة فيها.
تظهر أبحاثنا أن الاقتصاد العالمي قد يصبح 15% أكبر من المتوقّع بحلول العام 2035 في حال تمكّنت حلول الذكاء الاصطناعي من دفع الإنتاجية كما حصل في حالات ازدهار الإنتاجية السابقة التي أشعلتها تقنيات أساسية على سبيل الكهرباء. كما يتوقف نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي على استبدال الاقتصاد العالمي للمهام التي يتولاها الذكاء الاصطناعي بمهام جديدة يتولاها الأشخاص. ↩︎︎
3 الأصول العالقة: الأصول العالقة عبارة عن استثمارات أو موارد خسرت قيمتها الاقتصادية أو أصبحت متقادمة قبل نهاية عمرها الإنتاجي المتوقّع، ويُعزى ذلك غالباً إلى تغييرات على سبيل تحوّلات السوق، أو القرارات النظامية، أو التقدّم التقني. فيما يتجه العالم لتحقيق مستهدفات إزالة الكربون، سيتم استبدال الأصول العالقة ببدائل منخفضة الكربون، ما يؤدي إلى تغييرات قطاعية على صعيد الاستثمار، والاستهلاك، والإنتاج عبر مختلف السيناريوهات. ↩︎︎
4 المناطق الاقتصادية الناشئة التي تتخطّى القطاعات التقليدية، وتحدد معالمها التوجّهات الضخمة على غرار الذكاء الاصطناعي، والتغيّر المناخي، وطلبات المستهلكين المتطوّرة. وهي تمثّل مجموعات من المنظومات المتوائمة مع احتياجات العملاء/الأفراد. ↩︎︎
5 أسفرت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عن تعهدات استثمارية بقيمة 700 مليار دولار تقريباً في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك التزامات رئيسية في مجالات الطاقة والدفاع والتقنية. وتساهم هذه الاستثمارات في رفع القيمة التي سيتم تحقيقها على مستوى الاقتصاد العالمي. وكان قطاع الذكاء الاصطناعي الأكثر استفادةً، حيث استهدفت ثلث الصفقات المبرمة مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية. وقد شملت بعض المشاريع البارزة التي تم الإعلان عنها: الاتفاقية الأولية لاستيراد الإمارات العربية المتحدة 500 ألف رقاقة ذكاء اصطناعي متطوّرة من شركة Nvidia سنوياً؛ إنشاء شركة OpenAI لمركز بيانات ضخم في أبوظبي؛ الشراكة بين شركة أمازون ويب سيرفيسز وهيوماين لتطوير منطقة ذكاء اصطناعي في المملكة العربية السعودية؛ استثمار شركة إيه إم دي ما يصل إلى 10 مليارات دولار أمريكي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية؛ إعلان شركة داتافولت عن استثمار 20 مليار دولار أمريكي في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة. ↩︎︎
To further explore our value in motion data, and understand more about what it means for your sector and different territories worldwide, visit our global research site.
Insight
Middle East Economy Watch - May 2025
Trump, tariffs, trade and tapering: Understanding the strategic shifts shaping the region
Learn more
Insight
Harnessing AI and data for sustainable business
Explore how AI and digital solutions are transforming corporate sustainability
Learn more
Topic
Sustainability in the Middle East
Unlocking inclusive growth through sustainability.
Learn more
Blog
The region is transforming & the world is watching
The Middle East has a once-in-a-generation opportunity to lead the technology transformation, not just respond to it
Learn more