حان الوقت ليتولى الشرق الأوسط القيادة

القيمة المتغيرة

Value in motion

يشهد العالم تدفّق تريليونات الدولارات في ظل تحوّلات يقودها الذكاء الاصطناعي، والمناخ، والتجارة - ما يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل اقتصادي طموح وجريء.

الشرق الأوسط يدخل عقداً حاسماً. فعلى مستوى العالم، تتحرك تريليونات الدولارات من القيمة مع إعادة تشكيل الأنظمة العالمية بفعل حالة عدم اليقين الجيوسياسي، واضطرابات التجارة، واستقطاب القوى في مجال الذكاء الاصطناعي، والتأثير المتسارع لتغير المناخ. 

ونتيجة للتحوّلات والقوى الهائلة، باتت القطاعات التقليدية تتقارب أكثر فأكثر لتغيّر أساليب التنقل التي نعتمدها، وطرق البناء، وموارد الطاقة التي نستخدمها، إضافةً إلى أساليب التواصل والرعاية بأنفسنا. وفي ظل هذه الاضطرابات، لدى منطقة الشرق الأوسط ميزة أساسية: إمكانية الوصول إلى الطاقة المتجددة الأقل تكلفة، وبنية تحتية تنافسية للذكاء الاصطناعي، ومبادرات حكومية جريئة تدعم القطاعات المستقبلية.ولقيادة هذه الحقبة الجديدة وتحقيق أقصى قيمة ممكنة، ينبغي على المنطقة أن تتحرّك بخطى واثقة لتحويل أصولها الاستراتيجية إلى أساسٍ لنموٍ مستدام وطويل الأمد. 

Video

القيمة المتغيرة

1:50
More tools
  • Closed captions
  • Transcript
  • Full screen
  • Share
  • Closed captions

Playback of this video is not currently available

Transcript

عقد حاسم للمنطقة
فرص كبرى وقيّمة تنتظر الشرق الأوسط

4.57

تريليون دولار أمريكي هو المجموع المتوقّع للناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول العام 2035 في ضوء تقارب القطاعات التقليدية والانتقال إلى "مجالات نمو جديدة"، وهي قيمة مضافة تبلغ تريليون دولار أمريكي .

 

232

مليار دولار أمريكي - أي ما يوازي الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر - هي القيمة الإضافية التي يمكن أن تحققها المنطقة بحلول العام 2035 إذا نجحت في الاستفادة من مكاسب الإنتاجية الناتجة من حلول الذكاء الاصطناعي وتمكّنت من إدارة الأثر الاقتصادي للتغيّر المناخي بكفاءة.


 

8.3%

هي النسبة التي يمكن لحلول الذكاء الاصطناعي إضافتها إلى الناتج المحلي الإجمالي في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل في حال تمّ تبنيها بشكل واسع ومسؤول، مع التركيز على تحقيق مكاسب إنتاجية ملموسة.

13.9%

هي النسبة التقديرية للخسائر التي قد يتكبّدها اقتصاد الشرق الأوسط نتيجة المخاطر المناخية بحلول عام 2035.

مقدمة

يدخل عالمنا اليوم في حقبة جديدة من التغييرات الجذرية الناجمة عن الاضطرابات الجغرافية الاقتصادية، والتحديات الملحّة على صعيد تغيّر المناخ، والأثر المتزايد للذكاء الاصطناعي. التحالفات التقليدية تتغير وعدم الاستقرار التجاري في تزايد مستمر في ضوء السياسات العالمية التي تعيد رسم معالم اقتصادات الدول. كما باتت القطاعات التي كانت تُعتبر متباعدة في يوم من الأيام، تتقارب من خلال الرقمنة، وإزالة الكربون، وإعادة تنظيم سلاسل الإمداد، وذلك بهدف استحداث "مجالات نمو" جديدة تماماً. 

وفي ظلّ هذه المستجدات، فإن الدول التي أبرمت شراكات متنوعة، وتتمتع باستقلالية في مجال الطاقة، وتملك بنية تحتية متطوّرة في مجال الذكاء الاصطناعي، لديها مكانة مميّزة تخوّلها مواجهة حالات عدم اليقين. وفي هذا الإطار، تحظى منطقة الشرق الأوسط بميزة استراتيجية. فبفضل استثماراتها الكبيرة في المناخ، والطاقة المتجددة المنخفضة التكلفة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدّمة، تقود الموجة التالية من التقدّم المستدام القائم على التقنية. وتؤكد الإعلانات الأخيرة بمليارات الدولارات الصادرة عن كبرى شركات الذكاء الاصطناعي الطموحات المتسارعة للمنطقة في هذا المجال. فالعلاقة ما بين الذكاء الاصطناعي وتأثير تغيّر المناخ متداخلة ومترابطة، وستضطلع بدور أساسي في تحديد كيفية استحداث الشركات للقيمة واغتنامها في المستقبل. 

وفي هذا الصدد، يسلّط تقريرنا الضوء على فرصة توظيف المكاسب الإنتاجية القائمة على الذكاء الاصطناعي، لتحقيق قفزات نوعية في القطاعات ذات الأولوية، مع التخفيف في الوقت عينه من وطأة المخاطر الاقتصادية الناجمة عن تغيّر المناخ. تستطيع المنطقة عبر اتباع هذا المسار، أن ترسّخ مكانتها كرائدة في مجال حلول تحديات المناخ وأن تصبح مركزاً للصناعة الخضراء المراعية للبيئة. 

كما يستعرض تقريرنا كيف يمكن للديناميكيات الاقتصادية الأوسع نطاقاً أن تتطوّر في ظل ثلاثة سيناريوهات مستقبلية مختلفة تماماً، وأين ستتركّز القيمة خلال العقد المقبل. 

ومن جهتنا، سنواصل التعاون مع قادة الأعمال والحكومات والمجتمع ككل، لنخوض هذه الحقبة المحورية معاً، ونغتنم فرص المرونة المستدامة والنمو. 

Hani Ashkar's headshot

هاني أشقر،
الشريك المسؤول في بي دبليو سي الشرق الأوسط

ليست الطاقة محرّك التقدّم فحسب... بل تشكّل ركيزة أساسية للسلام والاستقرار وأساساً لتحقيق الازدهار. فسباق التفوّق في الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الأكواد والبرمجيات، بل يتطلب توافر القدرة الكهربائية اللازمة... وتلبية هذا الطلب لا تُعد تحديًا تقنيًا فقط، بل فرصة "نادرة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل".

كلمة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة في دولة الإمارات العربية المتحدية خلال افتتاح منتدى الطاقة العالمي 2025 الذي ينظمه مركز الطاقة العالمي التابع للمجس الأطلسي 

الشرق الأوسط في 2035 

ثلاثة سيناريوهات مختلفة للمستقبل وتوقعات الناتج المحلي الإجمالي لكل منها  

232 مليار دولار أمريكي يفصل ما بين السيناريو الأفضل والأسوأ لمنطقة الشرق الأوسط؛ عقد حاسم سيحدد مستقبل المنطقة. 

في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً في مستويات عدم اليقين على المستوى الجيوسياسي وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، تصبح القدرة على الصمود الاقتصادي وتحقيق الاستقرار مرهونة بالشراكات الاستراتيجية، والاستثمار في التكنولوجيا، وتأمين مصادر طاقة نظيفة وبأسعار مناسبة. 

وفي هذا السياق، ترسم منطقة الشرق الأوسط مساراً واثقاً للمضي قدماً: مسار تميّزه الرؤى الطموحة للمستقبل، وتشجيع الابتكار، وتعزيز المرونة. فالمنطقة لا تعمل على تقوية أسسها الاقتصادية فحسب، بل باتت وجهة عالمية رائدة في معالجة تحديات المناخ، والتحوّل التقني، والابتكار على صعيد الذكاء الاصطناعي أيضاً. وفي حال استمرار المنطقة باعتماد حلول الذكاء الاصطناعي وقيادة جهود تحوّل الطاقة، يمكن للناتج المحلي الإجمالي أن يبلغ 4.68 تريليون دولار أمريكي في العقد المقبل. 

ويتوقّف هذا المسار المستقبلي الواعد للمنطقة على تعامل اقتصادات دولها مع أوجه التفاعل ما بين الذكاء الاصطناعي، وتغيّر المناخ، وغيرها من التقنيات الناشئة لا سيّما في ضوء الاضطرابات الجغرافية السياسية الراهنة والتوجّهات الضخمة على سبيل التحوّلات الديمغرافية والاضطراب الاجتماعي. 

وبهدف فهم كيفية تأثير هذه العوامل في المنطقة وفي الناتج المحلي الإجمالي فيها على مدى العقد المقبل، وضعت مجموعة متنوعة من خبراء المجال في بي دبليو سي ثلاثة سيناريوهات اقتصادية محتملة للمنطقة - سيناريو قائم على الثقة، وآخر حافل بالتوترات، وثالث تعمّه الاضطرابات يقوم كل من هذه السيناريوهات على مجموعة مختلفة من الافتراضات المتعلقة بالتغيّرات الجغرافية السياسية، واعتماد الذكاء الاصطناعي والثقة فيه، وحالات عدم اليقين المرتبطة بالمناخ. هذه السيناريوهات مصممة لمساعدة قادة الأعمال على توقّع بأي اتجاه ستدفع هذه العوامل مسار الابتكار، هل ستؤدي إلى مستوى أكبر من الازدهار أم ستعمّق التحديات الحالية؟ 

Video

الشرق الأوسط في 2035

ثلاثة مسارات مستقبلية متباينة وتوقعات ناتجها المحلي الإجمالي

1:06
More tools
  • Closed captions
  • Transcript
  • Full screen
  • Share
  • Closed captions

Playback of this video is not currently available

Transcript

تظهر نماذج بي دبليو سي للمشاريع في منطقة الشرق الأوسط منذ الآن وحتى العام 2035 ووفقاً لسيناريو "مزاولة العمل كالمعتاد"1، فمن المتوقّع لاقتصاد المنطقة أن ينمو بنسبة 41.8%. ولكن عند أخذ المخاطر المناخية المادية مثل الحرّ الشديد وندرة المياه والجفاف والفيضانات في الحسبان، تتغيّر الافتراضات المتعلقة بخط الأساس ما ينعكس بالتالي على النمو الاقتصادي ويخفض النمو المتوقّع للناتج المحلي الإجمالي بـ13.9 نقطة مئوية.

من هذا المنطلق، من المتوقّع للناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط عند احتساب عنصر المناخ، أن ينمو بنسبة 27.9% ليبلغ 4.57 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2035. ويشكّل ذلك خط الأساس الذي ننطلق منه لتقييم السيناريوهات الثلاثة المختلفة لمستقبل المنطقة.

مرحبًا بكم في استعراض ثلاثة مسارات مستقبلية محتملة للمنطقة بحلول عام 2035

إنّه سيناريو يتمحور حول التحوّل المبني على الثقة، تعمل فيه حلول الذكاء الاصطناعي والتغيّر المناخي بتوافق واتساق بما يتماشى مع المصالح العالمية، وذلك من أجل تعزيز نمو معدلات الإنتاجية والقدرة على مواجهة تحديات المناخ. تتخطى في هذا السيناريو مزايا الإنتاجية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي2 بشكل كبير تكاليف الأصول العالقة3 المرتبطة بإزالة الكربون، ما يؤدي إلى معدلات نمو تتجاوز توقعات خط الأساس على صعيد النمو الاقتصادي.

الأثر في منطقة الشرق الأوسط: في هذا السيناريو المتفائل، يضيف الاعتماد الواسع النطاق لحلول الذكاء الاصطناعي مكاسب إنتاجية بنسبة 8.3% إلى الناتج المحلي الإجمالي، ما يعوّض بالتالي عن الخسارة البالغة 5.2% الناجمة عن الأصول العالقة، ويدفع نمو الناتج المحلي الإجمالي التراكمي إلى 31.0% - 4.68 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2035. زيادة تصل إلى 1.11 تريليون دولار أمريكي على الناتج المحلي الإجمالي البالغ 3.57 تريليون دولار أمريكي حاليًا.

تشير عملية التحوّل المتأزمة إلى أن جهود الاستدامة مقيّدة، ونسبة اعتماد التقنيات مجزأة وبالتالي، أقل ثقة. إن المكاسب من الذكاء الاصطناعي في هذا السيناريو متواضعة وتقابلها بشكل كبير التكاليف الاقتصادية لجهود التحوّل السريعة على صعيد المناخ.

الأثر في منطقة الشرق الأوسط: يضيف اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي في هذا السيناريو الحذر، 3.9 نقطة مئوية فقط إلى الناتج المحلي الإجمالي،بينما تؤدي تكاليف إزالة الكربون إلى خفضه بـ2.9 نقطة مئوية، ما يؤدي بالتالي إلى نمو تراكمي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 28.9% - 4.61 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2035.

افترضت مرحلة الاضطرابات مستقبلاً منقسمًا، تتخلّله تقنيات مستقطبة وجهود استدامة معلّقة. تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية قد يؤدي إلى تراجع الثقة في التكنولوجيا، مما يحدّ من فوائدها الاقتصادية ويقلّص من إمكانية الوصول إليها. كما أن الارتفاع في حالات عدم اليقين يؤدي إلى إهمال إجراءات الاستدامة، على حساب مستقبل المنطقة. في هذا السيناريو، تتفوق وتيرة الأتمتة على خلق فرص العمل، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات التوظيف، ما يزيد من نسب البطالة. كما لا تتم إعارة جهود الاستدامة الأولوية المطلوبة، ما يؤدي إلى مستقبل محفوف بالمخاطر. ونظراً إلى تنامي التقلبات، تواصل الاضطرابات المتعلقة بالتجارة الحرة أو العادلة عرقلة جهود التعاون الدولي. 

الأثر في منطقة الشرق الأوسط: يؤدي الاعتماد المحدود لحلول الذكاء الاصطناعي في هذا السيناريو الصعب، إلى إزالة 0.8 نقطة مئوية من الإنتاجية، فيما تقلّص تكاليف إزالة الكربون الأكثر ارتفاعاً النمو بنسبة 2.6 نقطة مئوية - ما يحدّ نمو الناتج المحلي الإجمالي عند نسبة 24.5% ليبلغ 4.45 تريليون دولار أمريكي.

يعتمد المستقبل على مدى فاعلية توظيف الذكاء الاصطناعي، وقدرة اقتصادات الشرق الأوسط على اجتياز مرحلة التحوّل في قطاع الطاقة وإدارة التكاليف الاقتصادية لخفض الانبعاثات. ويبلغ الفارق بين أفضل وأسوأ السيناريوهات في عام 2035 نحو 232 مليار دولار أمريكي - في تذكير واضح بحجم الرهانات التي يحملها المستقبل للمنطقة.

"إن العامل الأساسي والحاسم هو إرساء التوازن المناسب ما بين تكلفة حلول الذكاء الاصطناعي وقابليتها للتوسع، وتوافر الطاقة النظيفة اللازمة لتشغيلها بأسعار معقولة، لا سيما في ضوء الوتيرة السريعة وغير المسبوقة لاعتماد حلول الذكاء الاصطناعي في المنطقة."

الدكتور يحيى عنوتي، شريك، قائد قسم الاستدامة في استراتيجي& الشرق الأوسط

بعيداً عن القطاعات التقليدية

مجالات النمو الجديدة  

من المتوقّع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط في العام 2035 إلى 4.57 تريليون دولار أمريكي في ظل تقارب القطاعات التقليدية واندماجها لتشكّل "مجالات" نمو جديدة.

تؤدي القوى التحوّلية نفسها التي تقف خلف السيناريوهات المذكورة أعلاه إلى تلاشي الحدود بين القطاعات التقليدية، وإزالة الحواجز الفاصلة ما بين الإجراءات والتطبيقات، والمناطق الجغرافية والمنصات، وحتى بين الإنسان والآلة. 

خلال العقد المقبل، ستتم إعادة هيكلة هذه القطاعات التقليدية لتلبية احتياجات الناس الأساسية – مثل أساليب التنقل التي نعتمدها، وأنماطنا الغذائية، وطرق البناء وموارد الطاقة التي نستخدمها، إضافةً إلى أساليب الرعاية الذاتية، وذلك ضمن مختلف المجالات الاقتصادية.4

كما تعيد هذه المجالات تحديد طرق التواصل والحوسبة، والتمويل والتأمين، وكذلك ضبط وخدمة مجتمعاتنا لتمكين رحلة التحوّل التي تخوضها المنطقة. وستقوم المؤسسات بتنويع مجالات عملها للمشاركة في الأساليب الجديدة التي يمكن اعتمادها لتلبية احتياجات الأفراد، من خلال إعادة ابتكار نهجها لاستهداف قواعد عملاء جديدة، وإقامة تحالفات بين القطاعات، وتطوير نماذج خدماتها ونماذجها التشغيلية. 

تشير تقديرات الخبراء الاقتصاديين في بي دبليو سي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط سيكون أكبر بواقع تريليون دولار أمريكي في العام 2035 مقارنةً بالناتج المحلي الحالي - ما يمنح ميزة كبيرة للمؤسسات المستعدة للتحرّك بسرعة وبشكل حاسم للاستفادة من المرحلة المقبلة من تحقيق القيمة. 

إن الحاجة إلى إعادة الابتكار أصبحت أمراً ملحاً جداً النسبة إلى المؤسسات في المنطقة، حسبما أظهر الاستطلاع الثامن والعشرون لانطباعات الرؤساء التنفيذيين: نتائج منطقة الشرق الأوسط من بي دبليو سي، إذ يعتقد 60% من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة أن شركاتهم لن تتمكن من الصمود خلال السنوات العشر المقبلة أو أقل ما لم تقم بتكييف أعمالها. ولا تتجاوز هذه المخاوف المتزايدة المستويات التي سُجلت العام الماضي فحسب بل تتخطّى أيضاً المتوسّط العالمي الحالي الذي يبلغ 41%.

وليس من المستغرب أن أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين أشاروا بأنهم ابتكروا منتجات وخدمات جديدة خلال السنوات الخمس الماضية، في حين بدأ 40% منهم التوسع والمنافسة في صناعات أو قطاعات جديدة بهدف زيادة حصة السوق.

قدّمت جهات فاعلة كثيرة رائدة إقليمياً مثالاً على هذا الزخم عبر الانتقال إلى خارج حدود عملها التقليدية. ففي الإمارات العربية المتحدة، بات تطبيق كريم (Careem) "تطبيقاً شاملاً"، حيث اتسع نطاق الخدمات التي يقدّمها من حجز الرحلات وصولاً إلى خدمات توصيل الطعام، والمدفوعات الرقمية، والتحويلات المالية، وغيرها من الخدمات الأخرى. وعمدت مجموعة جي 42 للرعاية الصحية في أبوظبي إلى الاندماج مع مجموعة مبادلة للرعاية الصحية لإنشاء شركة M42، حيث تلتقي علوم الجينوم القائمة على الذكاء الاصطناعي بخدمات رعاية المرضى ذات المعايير العالمية. أما في المملكة العربية السعودية، فتساهم اتفاقية الشراكة ما بين أرامكو وشركة بي واي دي لصناعة المركبات الكهربائية في تسريع وتيرة تحوّل المنطقة واستخدامها لوسائل النقل النظيفة.  

وتُظهر هذه التحرّكات كيف أن الجهات الرائدة في قطاعات النقل، والرعاية الصحية، والطاقة تعمل معاً لتشكيل سلاسل قيمة جديدة بالكامل.

Video

فيديو أحمد

1:11
More tools
  • Closed captions
  • Transcript
  • Full screen
  • Share
  • Closed captions

Playback of this video is not currently available

Transcript
مرر الماوس فوقها لرؤية التفاصيل

يربط الرسم البياني القطاعات الاقتصادية التقليدية اليوم (عند الجانب الأيسر من الرسم) بالمجالات التي تركّز على احتياجات الإنسان الأساسية (عند الجانب الأيمن من الرسم) وصولاً إلى العام 2035. ويُظهر الرسم القيمة التي سيتم تحقيقها وسط التغييرات الضخمة التي تخضع لها القطاعات. وتقوم المجالات عند الجانب الأيمن من الرسم بالجمع ما بين عدد كبير من القطاعات الاقتصادية، ونتيجةً لذلك سيكون نطاقها أوسع من القطاعات التقليدية وتُعرف بالتالي بمجالات النمو. 

منطقة الشرق الأوسط في دائرة الضوء

إطلاق عجلة التغييرات في القطاعات التقليدية 

تشهد المؤسسات حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط تغيرات بوتيرة سريعة، حيث تبددت الحدود بين القطاعات وأُعيد ابتكار نماذج الأعمال لإتاحة فرص النمو الجديدة. وفي هذا السياق، تقوم المؤسسات بإعادة تحديد الطرق التي يمكن استخدامها لتلبية احتياجات الفرد الأساسية. 

مجالات النمو الجديدة التي تشهدها المنطقة. 

طرق البناء

  • أعاد تكتل إقليمي للشركات العاملة في قطاع البناء التركيز على البنية التحتية المستدامة في المياه، والطاقة، والبنية التحتية الاجتماعية والنقل والخدمات اللوجستية، بما يشمل إبرام اتفاقية تعاون لبناء محطة برية لطاقة الرياح تصل قدرتها الإنتاجية إلى 10 جيغاواط. 
  • قام أحد مزوّدي الطاقة النظيفة الإقليميين بتوسيع أعماله استراتيجياً في مشاريع التنمية الحضرية والبنية التحتية الذكية من خلال استحداث مجتمع حضري مصمم خصيصاً ليكون نموذجاً عالمياً للعيش المستدام والابتكار الخاص بالمدن الذكية. ويجمع ذلك ما بين مصادر الطاقة المتجددة، ومعايير المباني الخضراء، والبنية التحتية القائمة على إنترنت الأشياء، ونظم النقل الذاتي القيادة للحدّ من الأثر البيئي وتعزيز الكفاءة في المناطق الحضرية. ويصوّر هذا التحوّل كيف يمكن لشركة راسخة في مجال البنية التحتية للطاقة أن تصبح جهة تبني منظومات عبر القطاعات. 

طرق الرعاية 

  • انطلقت جهة فاعلة إقليمية في قطاعي الرعاية الصحية والتقنية في رحلة تحوّل طموحة، حيث عقدت اتفاقية شراكة مع صندوق ثروة سيادي لدمج التقنيات الطبية المتقدّمة مع شبكة الرعاية السريرية ذات المعايير العالمية من أجل بناء منظومة للرعاية الصحية المتكاملة والقائمة على الذكاء الاصطناعي تركّز على المريض في إطار نموذج قائم على التقنيات والبيانات. 
  • قام مزوّد إقليمي آخر لخدمات الرعاية الصحية بتوسيع أعماله بعيداً عن الخدمات السريرية التقليدية وانتقل إلى القطاع الأكاديمي، حيث وضع برامج للتعليم الطبي، وبرامج تدريب خاصة بالإقامة، ومبادرات بحثية. 

 

طرق الغذاء 

  • بات تطبيق إقليمي لحجز الرحلات يقدّم خدمة التوصيل السريعة، بما يشمل توصيل الطعام والبقالة وإرسال الأغراض الشخصية وخدمة تنظيف الملابس، سعياً لأن يكون "تطبيقاً شاملاً" قادراً على التكيّف مع متغيرات المستقبل.  
  • أعلنت شركة إقليمية للمواد الغذائية ومقرها أبوظبي مؤخراً عن خطط لبناء مجمّع ضخم لإنتاج التكنولوجيا الحيوية سيستخدم تقنية التخمير الدقيق لإنتاج البروتينات البديلة والعناصر الغذائية الوظيفية، ما يعزز مكانة الإمارات كجهة رائدة إقليمياً في مجال الابتكار الغذائي.

طرق استخدام موارد الطاقة

  • تحوّل أحد المشغلين التقليديين الإقليميين للمرافق العامة إلى جهة رائدة عالمياً في قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. 
  • أبرمت شركة إقليمية للسيارات اتفاقيات ضخمة بشأن تقنيات المناخ المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لتفعيل قطاع تصنيع المركبات الكهربائية في المنطقة، ما يساهم في دعم الرؤى والمستهدفات الوطنية بشأن تعزيز استخدام المركبات الكهربائية والهجينة. 

 

طرق العمل

  • استفادت شركة إقليمية لتطوير المولات ومتاجر البيع بالتجزئة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، ووسّعت نطاق أعمالها ليشمل قطاعات مثل خدمات التوصيل إلى المنازل، والترفيه، والتسلية لتصبح علامة تجارية قائمة على البيانات لأسلوب الحياة المادي الرقمي. 

طرق التنقل

  • قام أحد مزوّدي الخدمات اللوجستية الإقليميين بتوسيع نطاق عملياته من خلال اعتماد قدرات متقدّمة في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، بهدف دعم المبادرات الخضراء والتعامل مع التحديات المعقدة في الشحن، وإدارة التحوّلات المتعددة الوسائط، وذلك عبر الشراكات في مجال التجارة الإلكترونية العابرة للحدود. 
  • أصبحت شركة إقليمية ناشئة تقدّم خدمات توصيل الوقود مزوّداً لحلول التنقل الشاملة، بما يشمل حلول شحن المركبات الكهربائية، وخدمات صيانة المركبات، والشراكات لتوصيل الوقود البحري. 

طرق التواصل والحوسبة 

  • قامت شركة اتصالات تقليدية إقليمية بتوسيع بنيتها التحتية القائمة على الذكاء الاصطناعي وخدمات السحابة لتلبية الطلب المتزايد على قدرات الحوسبة والمعالجة السريعة في مختلف أنحاء المنطقة. 

طرق التمويل والتأمين

  • يقدّم تطبيق إقليمي لحجز الرحلات خدمات المحفظة الرقمية وإرسال واستلام الأموال في دولة الإمارات، ما يمكّن المستخدمين من إرسال وطلب واستلام الأموال من بعضهم البعض باستخدام أرقام الهواتف أو رمز الاستجابة السريعة أو روابط دفع شخصية لإتمام هذه المعاملات. 
  • أعادت منصة إقليمية لدفع فواتير المياه والكهرباء والغاز ابتكار أعمالها وتجديدها لتوفير الشمولية المالية من خلال اعتماد التقنيات المالية، حيث تضم شبكتها أكثر من 90% من البنوك في المنطقة. 

كيفية الحوكمة وتقديم الخدمات

  • قطعت حكومة قطر شوطاً كبيراً في مسيرة التحوّل الرقمي، وينعكس هذا التحوّل من خلال تقدّمها السريع في مؤشر الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية. وكانت الأنظار تتجه نحو رقمنة الإجراءات اليدوية وتحسين الوصول إلى الخدمات العامة من خلال المنصات على غرار بوابة حكومي الرسمية. 
  • وضعت حكومة المملكة العربية السعودية نموذجاً رائداً لتقديم خدمات رقمية تركّز على المواطن، ما يساهم في تحسين جودة الخدمات المقدّمة تماشياً مع طموحات رؤية 2030. وتمهّد هيئة الحكومة الرقمية الطريق أمام تعزيز قيمة الاقتصاد الوطني لضمان رضا المستفيدين. 
  • يهدف مركز التميز الرقمي الحكومي في الإمارات إلى تسريع وتيرة التحوّل الرقمي الذي تخوضه الحكومة عبر الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية والتقنيات الحديثة. ويقود المركز مسيرة تطوير النظم والخدمات الحكومية الرقمية، وتعزيز الجاهزية الرقمية، وتحسين التعاون مع مزوّدي خدمات التقنية الرائدين لتتبع التقدّم المُحرز بوتيرة سريعة. 

 

People sitting with a computer

تمكين التحوّل

الذكاء الاصطناعي والمناخ والتجارة وميزة الشرق الأوسط 

وسط الاضطرابات الناجمة عن التحوّل التقني والضغوط المناخية، تتمتع المنطقة بميزتين استراتيجيتين قويتين: ريادتها في العمل المناخي من خلال رؤى وطنية جريئة تساهم في تحقيق أهداف استدامة طموحة، ومكانتها كقوة عالمية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تقود الحكومات ذات النهج التطلّعي جهود بناء مستقبل أكثر مرونة يقوم على التقنية. 

ويمنح هذا الأساس المنطقة ميزة فريدة، حيث يمكّنها من مواكبة القوى النافذة التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي بسهولة، مما يهيئ الظروف لسيناريو قائم على الثقة في المستقبل - سيناريو تتسارع فيه وتيرة تبنّي الذكاء الاصطناعي، ويتوسع نطاق العمل المناخي، ويزداد نفوذ المنطقة على الصعيد العالمي.

يُعتبر مستوى الثقة في تضمين الذكاء الاصطناعي في الإجراءات الرئيسية مرتفعاً بشكل ملحوظ، حيث أعرب نصف الرؤساء التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي عن ثقتهم إلى حد "كبير" أو "كبير جداً"

Video

تمكين التحوّل

الذكاء الاصطناعي والمناخ والتجارة وميزة الشرق الأوسط

1:27
More tools
  • Closed captions
  • Transcript
  • Full screen
  • Share
  • Closed captions

Playback of this video is not currently available

Transcript

الثقة والنطاق وزخم اتخاذ الخطوة الأولى

تمثّل الثقة في مجال الذكاء الاصطناعي عاملاً مميزاً رئيسياً للمنطقة. وفي هذا الإطار، أعرب نصف الرؤساء التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي عن ثقتهم بالذكاء الاصطناعي بدرجة "كبيرة" أو "كبيرة جداً"، بالمقارنة مع ثلث نظرائهم العالميين فحسب وقد تحوّلت هذه الثقة إلى خطوات عملية. فخلال العام الماضي وحده، أفاد نحو 70% من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة ممن اعتمدوا الذكاء الاصطناعي التوليدي أنه ساهم في اختصار الوقت، وأشار أكثر من نصفهم إلى ارتفاع الربحية - مع الإشارة إلى أن النسبتين تتجاوزان بشكل ملحوظ جهات المقارنة العالمية. وفي الواقع، من المتوقّع أن يصبح الذكاء الاصطناعي - بما يشمل الذكاء الاصطناعي التوليدي - مكوناً أساسياً في منصات التقنية، وعمليات الشركات وإجراءاتها، وتطوير منتجات وخدمات جديدة في المنطقة، ما من شأنه أن يتيح فرصاً جديدة لاستحداث القيمة وتعزيزها والمحافظة عليها.

علاوةً على ذلك، يتميز الذكاء الاصطناعي بإمكانات اقتصادية هائلة. وبحسب تقديرات بي دبليو سي، سيرتفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 15% بحلول عام 2035 في حال استفادت الإنتاجية من إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى أقصى حدّ ممكن، في حين قد تشهد منطقة الشرق الأوسط طفرة في الإنتاجية بفضل الذكاء الاصطناعي تضيف 8.3 نقطة مئوية إلى النمو بين عامي 2023 و2035. وتستثمر حكومات المنطقة بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة النمو المستقبلي من خلال استراتيجيات وطنية مثل مشروع التسامي السعودي (Transcendence) البالغة قيمته 100 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى أدوات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي مثل شركة إم جي إكس. كما تسعى صناديق الاستثمار السيادية الإقليمية إلى توطيد شراكاتها العالمية لتسريع وتيرة تبنّي الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف إحداث تحوّلات جذرية في عدة قطاعات مثل التنقل والرعاية الصحية والطاقة والتمويل. 

تحويل المخاطر إلى فرص متجددة

تتفاقم المخاطر المناخية المادية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك درجات الحرارة القصوى، والفيضانات، وفقدان التنوع البيولوجي، والتصحر. وتشير النمذجة الاقتصادية لشركة بي دبليو سي إلى أن التكاليف الناجمة عن المخاطر المناخية المادية قد تؤدي إلى انكماش الاقتصاد العالمي بنحو 7% بحلول عام 2035 وإلى تراجع النمو الاقتصادي المتوقّع في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 13.9 نقطة مئوية. ونادراً ما تبقى هذه المخاطر منعزلة بل تنتشر لتحدث اضطرابات متسلسلة عبر الأنظمة الأساسية، بما في ذلك سلاسل الإمداد، والرعاية الصحية، والبنية التحتية، والنظم البيئية الطبيعية. وتحذّر في هذا الإطار وكالة إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية من أنه في حال عدم زيادة الاستثمارات لتعزيز التكيّف والمرونة، من المحتمل أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي السنوي لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 8% بحلول عام 2050 بسبب التأثير المتزايد للظروف الجوية القاسية وتدهور البيئة.

لكن المنطقة تملك ميزة تنافسية في هذا المجال أيضاً. فهي تنتج طاقة متجددة بالتكلفة الأدنى عالمياً، وتحتضن ستة من أكثر مشاريع الطاقة الشمسية كفاءة من حيث التكلفة على مستوى العالم، بما في ذلك محطة الطاقة الشمسية في شعيبة بالمملكة العربية السعودية، التي تنتج أرخص طاقة شمسية في العالم بسعر منخفض قياسي يبلغ 0.0104 دولار أمريكي لكل كيلوواط ساعة.

بفضل الميزة التنافسية التي تتمتع بها المنطقة من حيث التكلفة، فهي تشهد تحوّلاً واسع النطاق في قطاع الطاقة، مدعوماً بالدور الذي تضطلع به صناديق الاستثمار السيادية في دعم الابتكار وتعزيزه. ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، تعاون صندوق الاستثمارات العامة مع شركة أكوا باور لتطوير مجموعة من مشاريع الطاقة النظيفة، بينما أطلقت إمارة أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة أول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة على مدار الساعة، ما يوفّر الطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة يومياً، سبعة أيام في الأسبوع. من جهته، يركز جهاز قطر للاستثمار على ضخ استثمارات في مشاريع تهدف إلى تحقيق صفر انبعاثات كربون واعتماد استراتيجيات متماشية مع الأهداف المناخية من خلال مبادرة صناديق الثروة السيادية "الكوكب الواحد". وتساهم هذه الخطوات الاستراتيجية في تعزيز دور المنطقة في تحقيق النمو المستدام العالمي.

تمكين المستقبل بالذكاء الاصطناعي المستدام

يرتبط تطوّر الذكاء الاصطناعي ارتباطاً وثيقاً باستهلاك الطاقة، إذ تعتمد تكلفته وفرص توسعه على مدى توفر الطاقة النظيفة بأسعار مناسبة. ومع النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبخاصة في القطاعات التي تستهلك الطاقة بشكل كبير مثل مراكز البيانات والحوسبة السحابية، ستواجه العديد من الدول حول العالم عبئاً متزايداً في مجال الطاقة.

وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، من المتوقّع أن يزداد الطلب العالمي على الكهرباء من مراكز البيانات بأكثر من الضعف - ليصل إلى مستويات تعادل إجمالي استهلاك الكهرباء في اليابان اليوم. وسيتجلى تأثير هذا الارتفاع بوضوح في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المتوقّع أن يتأتى نصف الطلب المستقبلي المتزايد على الكهرباء من مراكز البيانات. كما سيتم استخدام مزيج متنوع من مصادر الطاقة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في مراكز البيانات، حيث تتصدر موارد الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المشهد بفضل كفاءتها من حيث التكلفة.

ويقدّم هذا التوافق الاستراتيجي بين الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة أمام منطقة الشرق الأوسط، بخاصة في وقت تتسابق فيه دول العالم لحل المعضلة الثلاثية للطاقة. وتستفيد المنطقة حالياً من ميزة التكلفة المنخفضة للطاقة المتجددة التي تملكها لإقامة بنية تحتية جديدة ومتطوّرة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات، ما يرسخ مكانتها الرائدة في مجال الاستدامة ويجعلها مركزاً مهماً للذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية.

وقد شهدت المنطقة استثمارات كبيرة من قبل شركات الحوسبة العالمية، ما دفع بشركات عملاقة في مجال التقنية مثل مايكروسوفت، وأمازون، وأوراكل، وآي بي إم، وعلي بابا كلاود إلى تأسيس مراكز بيانات ومراكز حوسبة سحابية فيها. وكما ورد في أحدث تقرير أصدرناه، "إتاحة فرص لإقامة مراكز بيانات في الشرق الأوسط"، من المتوقّع أن تتضاعف سعة مراكز البيانات الإقليمية بواقع ثلاث مرات، من 1 جيجاواط في عام 2024 إلى 3.3 جيجاواط في غضون خمس سنوات.

هذا وأثمرت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة5 عن الإعلان عن عدة مشاريع رئيسية، بما في ذلك خطط لإنشاء أكبر مجمّع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، ستصل سعته في نهاية المطاف إلى 5 جيجاواط.

كما كشفت شركة هيوماين السعودية، وهي شركة ذكاء اصطناعي جديدة مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، النقاب عن صفقات أبرمتها مع شركات عالمية عملاقة في مجال التقنية بهدف إقامة شراكات لتسريع وتيرة تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي وتبنّيها.

لكن منطقة الشرق الأوسط لا تسعى إلى توسيع نطاق استخدام الطاقة النظيفة لتلبية الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتحسين كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات. فمن الشبكات الذكية إلى الصيانة التنبؤية، تستخدم المنطقة الذكاء الاصطناعي لخفض الانبعاثات، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتوفير حلول منخفضة الكربون. وبفضل هذا التكامل بين الطاقة الخضراء الممكّنة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسرّع وتيرة تحقيق الاستدامة، اكتسبت منطقة الشرق الأوسط ميزة استراتيجية فريدة. فهي تقدّم نموذجاً لا يمكن سوى لعدد قليل من المناطق مجاراته.

التجديد والابتكار لمواكبة التطوّرات

ما الذي يتعيّن على المؤسسات فعله الآن

سيختبر العقد القادم قدرة المنطقة على الابتكار وإمكاناتها، ما سيؤدي إلى إعادة تشكيل نموذج اقتصادي كان يعتمد منذ فترة طويلة على الموارد الهيدروكربونية. وفي وقت تنتقل فيه منطقة الشرق الأوسط إلى اقتصاد أكثر مراعاة للبيئة، على قادة الحكومات والشركات والمؤسسات الأكاديمية إعادة ابتكار نماذج الأعمال والتشغيل والطاقة الأساسية لتحافظ على قدرتها التنافسية. 

وتركز أبحاثنا على رؤية تمتد لعشر سنوات – مع الإقرار بأن التحوّلات الجغرافية السياسية الجذرية الحالية تسبب في الغالب حالة من عدم الاستقرار، لكنها قد تساهم في النهاية في تغيير التوجّه السائد، ما يؤدي إلى توطيد التعاون على الصعيد العالمي. كما تُظهر الأبحاث أنه مع مرور الوقت، يبرز احتمال أن تساهم هذه الاضطرابات في تعزيز الزخم نحو تحقيق تحوّل اقتصادي يرتكز بشكل أكبر على الثقة. 

ولتحقيق الازدهار خلال هذا العقد الحاسم المقبل، سيحوّل الرواد الاستراتيجيون حالة عدم اليقين إلى فرص - ما يمهد الطريق أمام تحقيق نمو مستدام وإحداث أثر طويل الأمد. 

Video

فيديو حوازين

1:00
More tools
  • Closed captions
  • Transcript
  • Full screen
  • Share
  • Closed captions

Playback of this video is not currently available

Transcript

لتحقيق هذه الغاية، على الحكومات التخلي عن النماذج التقليدية وإعادة تركيز جهودها نحو مجالات استراتيجية أصبحت أكثر ترابطاً مثل الطاقة والغذاء والصحة والتنقل. ويكمن التحدي في الانتقال من دور الرقابة إلى التمكين، لاستحداث الظروف المناسبة للابتكار وتحقيق المرونة والنمو الشامل. 

ومن أبرز الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا المجال:

  • إعادة تشكيل الهياكل الحكومية لتتمحور حول المجالات وليس الإدارات. فذلك سيساهم في تحفيز التحوّل من القطاعات المنعزلة إلى مجالات نمو متكاملة (يُرجى الاطلاع على الرسم البياني في الصفحة). كما سيمكّن الحكومات من إدارة شؤونها وفقاً للاحتياجات الناس الأساسية - مثل الرعاية أو التواصل - بدلاً من التصنيفات القطاعية التقليدية، ما يعزز الابتكار، ويتيح الاستجابة للتحديات المعقّدة، ويوفّر خدمات عامة أكثر تكاملاً. 
  • إنشاء صناديق متخصصة لتسريع وتيرة تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي الاستثمار في حالات الاستخدام العالية التأثير وفي البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، لا سيما في الخدمات العامة والقطاعات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والتنقل. 
  • تأسيس شركات وطنية رائدة تكون محوراً لنمو القطاع الخاص دعم بروز قادة تقنيين يتمتعون بالقدرة على المنافسة إقليمياً، ليشكلوا دعائم للابتكار ويسهموا في تعزيز الشراكات الحكومية على الصعيد العالمي. فباستطاعة الشركات الوطنية الرائدة في مجال التقنية توفير العناصر اللازمة للابتكار، واستقطاب المواهب، واستحداث الوظائف، وتوسيع أنشطة الاستثمار التصدير على نطاق واسع. 
  • تحديد نقاط الضعف ومعالجتها من خلال تحديث النظم القديمة، وتحرير رأس المال لإجراء استثمارات استراتيجية في قطاعات التعليم والبنية التحتية والرعاية الصحية، وذلك بالتزامن مع ترسيخ ثقافة الاختبار والتعاون من خلال إنشاء بيئات تنظيمية تجريبية ومختبرات للابتكار تتيح اختبار التقنيات الجديدة بشكل آمن. 
  • تعزيز التحالفات بين الحكومات لتوسيع النفوذ الجيوسياسي وتوفير فرص اقتصادية جديدة. ففي وقت تبرز فيه الدول الاقليمية كقوى جغرافية اقتصادية عالمية، يمكن لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الاقتصادات الرئيسية الأخرى أن يساهم في تنفيذ مشاريع مشتركة في قطاعات رئيسية مثل الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية. ومن الضروري توظيف هذه الشراكات بما يخدم المصالح الوطنية ويعزّز مكانة المنطقة ودورها على الساحة الدولية. 

تواجه قطاعات مثل التصنيع والخدمات اللوجستية والبناء ضغوطاً متزايدة في منطقة الشرق الأوسط لتوطين عملياتها، وتسريع وتيرة التحوّل الرقمي، وتقليل انبعاثات الكربون، حيث ما زالت العديد من المؤسسات تعتمد على نماذج تشغيلية ونماذج أعمال تقليدية تحدّ من قدرتها على مواكبة التطوّرات. وللحفاظ على موقع تنافسي مميز، على قادة الأعمال تبنّي نهج استباقي لإعادة الابتكار. 

ومن أبرز الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا المجال: 

  • إعادة ابتكار نماذج الأعمال: تطوير نماذج جديدة تساهم في تغيير آلية استحداث القيمة وتحقيقها والحفاظ عليها. ويمكن تحقيق ذلك أيضاً من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كمحرك للابتكار ودمج الاستدامة، ليس فقط لتحقيق الكفاءة، ولكن أيضاً لتحقيق النمو على المدى الطويل ومعالجة الخطر الحقيقي للأصول العالقة. 
  • بناء سلاسل إمداد مرنة وقادرة على مواجهة تقلبات الرسوم: ترزح سلاسل الإمداد في المنطقة أساساً لضغوط كبيرة نتيجة ازدياد حالة عدم اليقين الجغرافية السياسية وتقلبات أسعار النفط. ولإدارة مستويات التعقيد والتكاليف الجديدة التي تواجهها التجارة العالمية، سيتعيّن على الشركات تقييم مدى توافق سلاسل الإمداد، والشراكات، واستراتيجيات الخدمات اللوجستية التي تعتمدها مع المخاوف الأمنية العالمية والإقليمية. كما يتعيّن عليها تعزيز مرونتها من خلال توسيع شبكاتها المحلية لجمع المعلومات وضمان استمرارية أعمالها، وتنويع قاعدة المورّدين والمسارات المعتمدة لتجنب الاعتماد المفرط على منطقة واحدة، بالإضافة إلى تحديد المنتجات والأسواق الأكثر أهمية. 
  • تشكيل تحالفات استراتيجية: إبرام شراكات في مختلف المناطق الجغرافية والقطاعات لدخول أسواق جديدة واستغلال فرص الابتكار، فضلاً عن مراجعة استراتيجيات التسعير لتحقيق الربحية ضمن مشهد تجاري متغيّر. 

 

في وقت تعمل فيه منطقة الشرق الأوسط على تسريع وتيرة التحوّل الرقمي لتعزيز نموها الاقتصادي، تبرز أهمية التركيز على إعداد القوى العاملة المستقبلية لاستثمار كامل إمكانات الابتكار في مجالي الذكاء الاصطناعي والتغيّر المناخي. ويُعدّ تطوير القدرات المستقبلية من خلال التعليم والتدريب المهني ركيزة أساسية لضمان القدرة على المنافسة على المدى الطويل

ومن أبرز الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا المجال: 

  • الاستثمار في تنمية المواهب: تطوير أنظمة التعليم لتزويد الأجيال القادمة بمهارات الحوسبة، وثقافة الاستدامة، والخبرة اللازمة في المجالات المستقبلية مثل الهندسة المراعية للبيئة، وعلم الأحياء التركيبي، والمواد المتقدّمة - بما يضمن توفير كوادر موهوبة قادرة على دفع عجلة الابتكار وتمكين التحوّل الاقتصادي على المدى الطويل. 
  • إنشاء مراكز وفرق بحوث إقليمية: تعزيز مكانة الجامعات المحلية الرائدة لتشكّل دعائم للمعرفة تسهم في دعم مسيرة التنمية الوطنية من خلال الاستثمار في مراكز بحثية على مستوى عالمي تُركّز على الأولويات الاستراتيجية مثل الطاقة النظيفة، والهندسة الحيوية، والقدرة على التكيّف مع التغيّرات المناخية. 
  • غرس روح ريادة الأعمال في الثقافة الأكاديمية: تزويد الطلاب والباحثين بالأدوات اللازمة لتأسيس شركات ناشئة، وشركات منبثقة، ومؤسسات اجتماعية - ما يسهم في تنويع الاقتصادات وإنتاج حلول وتقنيات محلية مبتكرة. 

لم تكن رهانات المنطقة أعلى مما هي عليه اليوم ولا أكثر إثارة. فالتطوّر المتزامن في الابتكار بمجال الذكاء الاصطناعي واعتماد الطاقة النظيفة يمثّل تقاطعًا محوريًا في الوقت المناسب، يعزز مسيرة النمو المستدام ويقوّي مرونة اقتصادات المنطقة. 

مع تكاليف غير مسبوقة للطاقة المتجددة، ورؤى وطنية طموحة، واستثمارات استراتيجية في البنية التحتية الرقمية، ونمو متسارع للشركات المستقبلية، لا يكتفي الشرق الأوسط بالتكيّف مع التغيّرات بل يستعد لقيادة المرحلة المقبلة في هذا العقد الحاسم 

لكن المضي قُدماً سيتطلب تنسيقاً فعّالاً بين الشركات والحكومات والمجتمعات لإعادة تشكيل القطاعات، وتسريع وتيرة التوطين، وتوسيع نطاق الابتكار، وتعزيز قدرة ركائز الاقتصاد على الصمود. القيمة المتغيرة في حركة مستمرة وحان وقت التحرك.


1  يفترض ذلك نمواً معتدلاً على صعيد الاقتصاد والسكان والتقنيات، من دون صدمات خارجية أو تدخلات سياسية كبيرة. ↩︎︎

2  مكاسب الإنتاجية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي: تشير مكاسب الإنتاجية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي إلى التحسينات على صعيد الكفاءة والمخرجات والأداء التي تتحقق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في مختلف المهام والإجراءات وتدفقات العمل. تعتمد هذه المكاسب على إعادة هيكلة الوظائف والمهام في المؤسسات، وهي مسألة لن تتحقق إلا في حال النشر المناسب والمسؤول لحلول الذكاء الاصطناعي، ما يعزز بالتالي الثقة فيها.

تظهر أبحاثنا أن الاقتصاد العالمي قد يصبح 15% أكبر من المتوقّع بحلول العام 2035 في حال تمكّنت حلول الذكاء الاصطناعي من دفع الإنتاجية كما حصل في حالات ازدهار الإنتاجية السابقة التي أشعلتها تقنيات أساسية على سبيل الكهرباء. كما يتوقف نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي على استبدال الاقتصاد العالمي للمهام التي يتولاها الذكاء الاصطناعي بمهام جديدة يتولاها الأشخاص. ↩︎︎

3 الأصول العالقة: الأصول العالقة عبارة عن استثمارات أو موارد خسرت قيمتها الاقتصادية أو أصبحت متقادمة قبل نهاية عمرها الإنتاجي المتوقّع، ويُعزى ذلك غالباً إلى تغييرات على سبيل تحوّلات السوق، أو القرارات النظامية، أو التقدّم التقني. فيما يتجه العالم لتحقيق مستهدفات إزالة الكربون، سيتم استبدال الأصول العالقة ببدائل منخفضة الكربون، ما يؤدي إلى تغييرات قطاعية على صعيد الاستثمار، والاستهلاك، والإنتاج عبر مختلف السيناريوهات. ↩︎︎

4  المناطق الاقتصادية الناشئة التي تتخطّى القطاعات التقليدية، وتحدد معالمها التوجّهات الضخمة على غرار الذكاء الاصطناعي، والتغيّر المناخي، وطلبات المستهلكين المتطوّرة. وهي تمثّل مجموعات من المنظومات المتوائمة مع احتياجات العملاء/الأفراد. ↩︎︎

5 أسفرت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عن تعهدات استثمارية بقيمة 700 مليار دولار تقريباً في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك التزامات رئيسية في مجالات الطاقة والدفاع والتقنية. وتساهم هذه الاستثمارات في رفع القيمة التي سيتم تحقيقها على مستوى الاقتصاد العالمي. وكان قطاع الذكاء الاصطناعي الأكثر استفادةً، حيث استهدفت ثلث الصفقات المبرمة مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية. وقد شملت بعض المشاريع البارزة التي تم الإعلان عنها: الاتفاقية الأولية لاستيراد الإمارات العربية المتحدة 500 ألف رقاقة ذكاء اصطناعي متطوّرة من شركة Nvidia سنوياً؛ إنشاء شركة OpenAI لمركز بيانات ضخم في أبوظبي؛ الشراكة بين شركة أمازون ويب سيرفيسز وهيوماين لتطوير منطقة ذكاء اصطناعي في المملكة العربية السعودية؛ استثمار شركة إيه إم دي ما يصل إلى 10 مليارات دولار أمريكي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية؛ إعلان شركة داتافولت عن استثمار 20 مليار دولار أمريكي في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة. ↩︎︎

Authors

Stephen Anderson

Chief Strategy & Technology Officer, PwC Middle East

Email

Dr Yahya Anouti

Partner, Sustainability Platform Leader, Strategy& Middle East

Email

Jing Teow

Partner | Economic Policy and Strategy, Dubai, PwC Middle East

+971 (0)56 247 6819

Email

Moussa Beidas

Partner, Ideation Lead, PwC Middle East

Email

Ahmad Abu Hantash

Partner, Digital and Cyber Leader, PwC Middle East

Email

Editorial

Carolyne Allmark, Sustainability Platform Strategy and Regional Content Lead , PwC Middle East

Esha Nag, Lead Editor, Thought Leadership and content , PwC Middle East

Louise Coyle, Industry Marketing , PwC Middle East

Explore further

To further explore our value in motion data, and understand more about what it means for your sector and different territories worldwide, visit our global research site.

انتقل إلى الموقع العالمي

اكتشف المزيد

Insight

Middle East Economy Watch - May 2025

Trump, tariffs, trade and tapering: Understanding the strategic shifts shaping the region

Learn more

Insight

Harnessing AI and data for sustainable business

Explore how AI and digital solutions are transforming corporate sustainability

Learn more

Topic

Sustainability in the Middle East

Unlocking inclusive growth through sustainability.

Learn more

Blog

The region is transforming & the world is watching

The Middle East has a once-in-a-generation opportunity to lead the technology transformation, not just respond to it

Learn more

Follow us