تسلط الفعاليات الرياضية الكبرى، المحلية والدولية، التي تستعد المملكة لاستضافتها، الضوء على تركيزها على سبع رياضات رئيسية، مما يفتح المجال أمام توظيف التكنولوجيا لتعزيز هذه الرياضات.
ملحوظة: تضم رياضات السيارات فعاليات متعددة، منها على سبيل المثال سباقات السيارات وسباقات الرالي والكارتينج. وتضم الألعاب الشتوية رياضات مثل هوكي الجليد والتزلج والتزحلق بألواح الجليد وغيرها من الألعاب الشتوية7
من المتوقع أن يشهد قطاع الملاعب الرقمية نمواً كبيراً بواقع 20.6% سنوياً خلال الفترة بين عامي 2025 و2037 ليصل إلى 191.7 مليار دولار أميركي(2)، مدفوعاً بالحاجة إلى زيادة كفاءة العمليات التشغيلية للملاعب والطلب على تحسين تجارب المشجعين.
تُعتبر الكفاءة التشغيلية ميزة أساسية في الملاعب الرقمية بفضل مساهمة الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وحلول إنترنت الأشياء في تنظيم إدارة الفعاليات وخفض التكاليف. وتساعد الصيانة التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأعطال التي تتعرض لها المعدات، ما يتيح للمشغلين فرصة التعامل مع المشكلات ومعالجتها بصورة استباقية، ويحد من الحاجة إلى عمليات الإصلاح المكلفة. وعلى الجانب المالي، تسهم هذه الملاعب في إتاحة مصادر إيرادات جديدة من خلال الإعلانات المخصصة والأفكار القائمة على البيانات والمؤهلة لتحقيق الدخل المُستمدة من سلوكيات المشاهدين والمُجمعة من المستشعرات المدعومة بإنترنت الأشياء، ما يؤدي بدوره إلى زيادة إنفاق المشاهدين وعائدات الجهات الراعية.
أُعيد بناء 18ملعباً، وتم إنشاء 32 ملعباً جديداً على مستوى العالم(4) خلال الفترة بين عامي 2020 و2024، مع زيادة معدلات الاستثمار في الأصول المادية حيث ارتفعت إيراداتها من 4.5% إلى 6.2% وتجاوزت قيمتها 800 مليون يورو في عام 2023. وتؤكد الزيادة التي حققتها قطر في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بواقع 8% في الربع الرابع من عام 2022 الفوائد الاقتصادية الهائلة للملاعب الرقمية التي لعبت دوراً محورياً في نجاح قطر في استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.(5)
تشكل الاستدامة ومواءمة معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية جوانب هامة في تصميم الملاعب الحديثة. ويعمل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء على تحسين استخدام الموارد بناءً على الاحتياجات الآنية، ما يقلل من تكاليف التشغيل ومعدلات استهلاك الطاقة والتأثير البيئي. فعلى سبيل المثال، تعمل أنظمة الإضاءة الرقمية على ضبط درجات السطوع بحسب الحضور الجماهيري، وتعمل أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء تلقائياً على خفض مستوياتها في المناطق ذات الإشغال المنخفض، ما يقلل بشكل كبير من الانبعاثات الكربونية للملعب بشكل عام.(6) ويمكن لأنظمة إدارة الإضاءة والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تحقق وفورات في الطاقة تصل إلى 40%(7).
تساهم التقنيات المتقدمة، مثل تكنولوجيا التعرف على الوجوه، ومستشعرات مراقبة الحشود في الوقت الفعلي، وأنظمة مكافحة الطائرات المُسيرة، في رفع معايير الأمن والسلامة للمشجعين والموظفين واللاعبين في الملاعب الرقمية. خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أثبتت تدابير الأمن السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأدوات إدارة الحشود فعاليتها في ضمان أمن وسلامة الحدث، مما يبرز القيمة الكبيرة لهذه الاستثمارات ودورها الحيوي في تعزيز التجربة الرياضية بشكل شامل.
يُمثل دمج التقنيات المبتكرة في ملاعب كرة القدم بالمملكة العربية السعودية قفزة تحولية إلى الأمام، ويَعد بإعادة تعريف مشاركة المشجعين والكفاءة التشغيلية.
ولابد من إعطاء الأولوية لعدة عناصر رئيسية لدفع هذا التحول:
للارتقاء بالملاعب السعودية إلى بيئات رقمية متقدمة، نقترح استراتيجية رقمية شاملة تُدمج فيها تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطائرات المُسيرة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى وضع بروتوكولات موحدة تُحدد متطلبات "الملعب الرقمي"، مدعومة بمخطط بنية مؤسسية مخصص ودليل إرشادي تفصيلي لضمان التنفيذ السلس والمتناسق للتكنولوجيا في جميع نقاط التفاعل. بالتزامن مع ذلك، يُوصى بتطبيق إطار وطني لحوكمة البيانات لمعالجة مخاوف الخصوصية والأمن. يمكن تعزيز هذا الإطار من خلال اعتماد تدابير مثل التشفير الشامل، والمصادقة متعددة العوامل، وأنظمة الكشف عن التهديدات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تسهم هذه التدابير في حماية البيانات الشخصية للمشجعين، وترسيخ الثقة، وضمان الامتثال لأعلى معايير الخصوصية العالمية. من خلال هذه الخطوات، ستصبح الملاعب السعودية نموذجاً يُحتذى به في التحول الرقمي المستدام والآمن.
يُعد تحديد شخصيات المستخدمين، وتعيين رحلاتهم الرقمية بشكل دقيق خطوة بالغة الأهمية تجاه تعزيز مشاركة المشجعين. ومن شأن تصميم التجارب بما يتماشى مع هذه الشخصيات، من خلال منصات مثل تطبيقات الهواتف الذكية التفاعلية وخصائص الواقع المعزز والتوائم الرقمية، أن يعمل على تحسين رضا المشجعين وانغماسهم في أجواء المباريات. ونظراً لتنوع قواعد المشجعين، فإن الشمول الرقمي سيكون عاملاً حاسماً في ذلك. وتستطيع المبادرات التي تشمل الدعم متعدد اللغات والمساعدة في الموقع تمكين المشجعين من جميع الخلفيات التقنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنفيذ خيارات المشاركة متعددة القنوات، مثل رموز الاستجابة السريعة، يمكن أن يستوعب مستويات متفاوتة من الجاهزية التقنية، ما يضمن سلاسة تجربة المشجعين.
يستلزم تحول عمليات الملاعب نشر تقنيات متطورة، مثل التوائم الرقمية ولوحات معلومات تحليلات البيانات والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتُمكِّن هذه الابتكارات من تحسين العمليات في الوقت الفعلي، انطلاقاً من إدارة الحشود إلى رفع مستوى الكفاءة التشغيلية. ومن أجل معالجة التحديات القائمة، مثل تقادم الأنظمة، يُعد تبني تقنيات سحابية قابلة للتطوير عاملاً أساسياً لضمان التحديثات المستمرة والحد من الاعتماد على الأجهزة، وجعل البنية التحتية للملاعب جاهزة للتطورات المستقبلية. وسعياً للحفاظ على موثوقية الأنظمة ومنع الأعطال، ينبغي على المشغلين إنشاء أنظمة احتياطية، وآليات تشغيل الأجهزة الاحتياطية التلقائية، وأدوات المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي حيث إن أطر التعافي من الكوارث القوية تضمن استمرارية التشغيل، حتى أثناء حالات توقف الخدمة غير المتوقعة.
Transforming sports and fan experiences with technology in Saudi Arabia
تطور الرياضة وتجارب المشجعين باستخدام تقنيات متقدمة في المملكة العربية السعودية